تعد النحافة من المشكلات الصحية التي يعاني منها الكثيرون، خاصةً الأطفال، والمراهقون؛ وذلك لتغير نمط الحياة، وانتشار العادات الغذائية غير الصحية، وقد يكون لها أسباب أخرى. فهيا بنا لنتعرف في هذا المقال على هذه المشكلة الصحية، وأسبابها، وأعراضها، وطرق علاجها، وغير ذلك الكثير.
ما هو مفهوم النحافة؟
تعرف النحافة بأنها انخفاض وزن الجسم عن الوزن الطبيعي، والذي يحَدد بناءً على طول الشخص وعمره. ويتم حساب الوزن عن طريق مؤشر كتلة الجسم. فإذا كان مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5 للشخص البالغ، فهذا يعني أن الشخص يعاني من انخفاض الوزن، أو من النحافة.
أسباب النحافة
هناك أسباب عديدة قد تؤدي إلى النحافة، نذكر منها ما يلي:
- ارتفاع معدل عمليات الأيض في الجسم.
- التاريخ الوراثي.
- بعض الأمراض، مثل: اضطراب الوسواس القهري (OCD).
- فقدان الشهية المرتبط باضطرابات الأكل.
- بعض الاضطرابات النفسية.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- اضطرابات الغدد، أو اضطراب في إفراز الهرمونات.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
- الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية في المعدة أو الأمعاء.
- التهابات القولون.
- فقدان الشهية العصبي.
- اضطراب النهام العصابي.
- الإصابة بالسرطان.
- فقر الدم (الأنيميا).
- سوء التغذية.
- التدخين.
في بعض الحالات، قد تحدث النحافة نتيجة وجود أكثر من سبب من تلك الأسباب المذكورة في نفس الوقت.
أعراض النحافة
قد تظهر النحافة على الشخص في صورة أعراض وسلوكيات واضحة، نذكر منها ما يلي:
- الصداع المستمر.
- الإرهاق والتعب الشديد.
- انخفاض مناعة الجسم.
- تساقط الشعر.
- مشكلات الأسنان.
- فقدان شديد للوزن.
- فقدان الشهية لفترات طويلة.
- شحوب الوجه.
- انقطاع الدورة الشهرية لعدة شهور.
وقد تظهر بعض السلوكيات على الشخص النحيل، منها:
- الخجل من تناول الطعام أمام الآخرين.
- عدم حضور المناسبات الاجتماعية.
طرق تشخيص النحافة
يعتمد الطبيب في تشخيص النحافة على بعض الفحوصات، والتحاليل، ومنها:
- الفحص السريري.
- تحليل صورة الدم الكاملة.
- تحليل البراز.
- تحليل سكر الدم.
- تحليل الغدة الدرقية.
المخاطر الصحية للنحافة
كما أن لزيادة الوزن مخاطر صحية تؤثر على صحة الفرد، فإن لنقص الوزن أو النحافة أضرار قد تتسبب في مشكلات صحية كثيرة، منها ما يلي:
- خطر الإصابة بالأمراض المعدية: حيث يعاني الشخص النحيف من ضعف الجهاز المناعي؛ نتيجة عدم حصول الجسم على احتياجاته من العناصر الغذائية اللازمة لمحاربة الأمراض والميكروبات.
- هشاشة العظام: حيث تصبح العظام أكثر عرضة للكسر، نتيجة نقص فيتامين (د)، ونقص الكالسيوم.
- الإصابة بفقر الدم: حيث يعاني الجسم من نقص الحديد، ونقص فيتامين (ج)، اللازمَين لإنتاج كرات الدم الحمراء.
- الشعور المستمر بالتعب والإعياء.
- قلة التركيز الذهني.
- عدم القدرة على بذل مجهود عضلي كبير.
- مشكلات الشعر، والأسنان، والبشرة: حيث يعاني الجسم من نقص العناصر الغذائية اللازمة لنمو الجسم بشكلٍ صحي. فتظهر مشكلات جفاف البشرة، وتساقط الشعر، وتسوس الأسنان.
- خطر تعرض النساء الحوامل للولادة المبكرة.
- اضطرابات الدورة الشهرية: يحدث ذلك نتيجة خلل في هرمونات الجسم، مما يؤثر على عمل المبيضين بشكلٍ سليم؛ مما يعرض المرأة لمشكلات قد تؤدي إلى صعوبة حدوث الحمل.
طرق علاج النحافة
قبل البدء في العلاج، لا بد من معرفة السبب الأساسي للإصابة بهذه المشكلة الصحية. فتبدأ خطة العلاج كالآتي:
- التأكد من عدم إصابة الشخص باضطرابات الغدة الدرقية، حيث يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، فقدان الوزن بشكل غير مبرر.
- تأكيد عدم إصابة الجسم بالديدان المعوية، التي تؤدي إلى عدم حصول جسم المصاب على احتياجاته من الغذاء؛ مما يؤدي إلى فقدان الوزن بسهولة.
فإذا تأكد الطبيب من سلامة الشخص النحيل من تلك الأمراض؛ فعليه وضع بعض البدائل والعادات الغذائية الصحية، مع الاستعانة ببعض المكملات الغذائية للوصول إلى الوزن الصحيح. فقد ينصح الطبيب بالآتي:
- الالتزام بنظام غذائي صحي، يحتوي على نسب عالية من السعرات الحرارية.
- إضافة وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية، تحتوي على نسب عالية من البروتين، والحبوب الكاملة.
- الحفاظ على ممارسة الرياضة، حيث تساعد الرياضة على تكوين بنية عضلية، تستهلك السعرات الحرارية، وتمنع تحولها إلى دهون.
- تناول الفيتامينات، التي تؤدي إلى زيادة الشهية، مثل فيتامين (B6).
- الحرص على تناول الفواكه المجففة؛ حيث تحتوي على كميات كبيرة من الألياف، والفيتامينات، أكثر بكثير من الفواكه الطازجة.
- تناول المكسرات غير المملحة بكميات محدودة؛ حيث تحتوي المكسرات على نسب عالية من الدهون غير المشبعة، مثل (أوميجا 3)، التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليستيرول الجيد، وانخفاض نسب الكوليستيرول الضار. كما تحتوي المكسرات على فيتامين (E)، والذي يعد مضادًا للأكسدة، كما أنه من العناصر الهامة لصحة القلب، والدم، والبشرة، والدماغ.
- شرب الحليب كامل الدسم، حيث يعد مصدرًا مثاليًا للبروتين.
- الإقلاع عن التدخين؛ حيث يعد التدخين من مسببات فقدان الشهية بشكل مباشر.
- ينصح بعدم شرب الماء بكميات كبيرة قبل الوجبات؛ لتجنب الشعور السريع بالشبع.
أطعمة تساعد على زيادة الوزن وعلاج النحافة
هناك بعض الأطعمة الصحية التي تحتوي على سعرات حرارية عالية، تساعد على زيادة الوزن، ولكن بشكل صحي. منها ما يلي:
- اللحوم، والدجاج.
- منتجات الألبان كاملة الدسم.
- زيت الزيتون.
- الحبوب الكاملة.
- العسل الأسود.
- التين الطازج، والمجفف.
- التمر.
- بذور الكزبرة.
- بذور السمسم.
- الأفوكادو.
- المكسرات غير المملحة.
- حليب جوز الهند.
- بذور الشيا، وبذور الكتان.
- الشيكولاتة السوداء.
- الجرانولا، وهي مزيج من حبوب الشوفان، مع العسل الأبيض، والمكسرات، وحبوب الأرز المنفوشة. يتم خبزها وتناولها كوجبة جانبية، تمد الجسم بالطاقة وبالألياف والفيتامينات.
نصائح لتجنب النحافة المفرطة عند الأطفال
مرحلة الطفولة هي أكثر مراحل العمر حساسية. حيث يتحدد النمو العقلي والبدني للطفل أثناء هذه المرحلة. ولا بد من الاهتمام بتغذية الطفل تغذية سليمة، لضمان حصوله على احتياجاته من العناصر الغذائية اللازمة لصحته العقلية والجسدية. كما ينصح باتباع بعض النصائح التالية لتجنب تعرض الطفل للنحافة الشديدة في مثل هذه المرحلة، ومنها:
- محاولة تزويد الطفل بوجبات خفيفة صحية بين الوجبات الرئيسية، تحتوي على الفيتامينات، والبروتينات، والحبوب الكاملة.
- المحافظة على عدد ساعات النوم اللازمة لكل طفل، والاستيقاظ مبكرًا؛ للحصول على وجبة الإفطار، حتى لا يتم تأخيرها واستبدالها بوجبة الغذاء.
- عدم توبيخ الطفل أو إجباره على تناول الطعام. فإن ذلك يؤثر على نفسية الطفل وثقته بنفسه، ويجعله يربط بين تناول الطعام وبين التوبيخ.
- إعداد الطعام بطرق جديدة، ومبتكرة تحتوي على كثير من الألوان لمحاولة جذب انتباه الطفل، وإثارة فضوله.
- تشجيع الطفل على تناول الطعام، بوسائل إيجابية محفزة.
ولا ضرر في تزويد الطفل بالمكملات الغذائية اللازمة لنموه بشكل سليم، ولكن لا بد أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب المختص.
أسباب النحافة الشديدة رغم الأكل
يجب أن يتوقع الشخص المقبل على زيادة الوزن، بعض الصعوبات التي قد تواجهه أثناء تلك الفترة. وذلك لأن الجسم من شأنه أن يقاوم أي تغيير يطرأ عليه، وذلك عن طريق زيادة معدلات الأيض، وتقليل الشهية. ومن أهم الأسباب التي تمنع اكتساب الوزن، ما يلي:
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- الإصابة بمرض السكري: وذلك لعدم قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين، الذي يعمل على نقل كميات السكر الزائدة في الدم إلى الخلايا ليمد الجسم بالطاقة. فيلجأ الجسم إلى إنتاج الطاقة عن طريق حرق الدهون المخزنة؛ مما يؤدي إلى خسارة الوزن.
- ارتفاع معدلات الأيض.
- الإصابة بمرض حساسية القمح (مرض السيلياك): وهو مرض مناعي، يؤدي إلى حدوث مشكلات في الأمعاء لعدم قدرتها على تحمل البروتين الموجود في القمح (الجلوتين)؛ مما يتسبب في عدم قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية اللازمة للجسم.
- النشاط البدني المستمر: حيث يتم حرق نسب عالية من السعرات الحرارية بصورة مستمرة؛ مما يؤدي إلى خسارة الوزن بشكل كبير.
كيفية حساب الوزن المناسب
يمكن حساب الوزن المناسب لكل طول عن طريق حساب مؤشر كتلة الجسم، حيث يعطي مجموعة من النتائج التي توضح ما إذا كان الوزن مناسب للطول أم لا. ويتم حساب مؤشر كتلة الجسم عن طريق العملية الحسابية التالية: مؤشر كتلة الجسم = الوزن (بالكيلو جرام) / (الطول)² بالمتر
ويمكن تفسير النتائج كالتالي:
مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5 | الوزن أقل من الطبيعي (الإصابة بالنحافة). |
مؤشر كتلة الجسم يتراوح من 18.5 – 24.9 | الوزن مثالي. |
عندما يكون مؤشر كتلة الجسم يتراوح من 25 – 29.9 | زيادة الوزن. |
مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30 | الإصابة بالسمنة. |
ملحوظة: لا يعد مؤشر كتلة الجسم حسابًا دقيقًا للوزن؛ وذلك لأنه لا يهتم ببعض العوامل الأخرى، مثل: كتلة العضلات، وشكل الجسم.
أخيرًا، فإن النحافة مشكلة صحية تؤدي إلى كثير من المضاعفات، والأمراض؛ لذا يجب عدم الاستهانة بها، بل علينا السعي لمعرفة أسبابها ومحاولة علاجها، واتباع النصائح الطبية التي يقدمها الطبيب المختص.